تتلخص طريقة الاكتشاف في تدريس الرياضيات بتوجيه الطلاب لحل المسائل عن طريق إجراء التجارب واستخلاص النتائج الى أن ينطقوا بالنظرية.
إذا حدث هذا واكتشف التلاميذ النظرية فإن السعادة ستغمرهم بسبب شعورهم بالنصر وازدياد ثقتهم بأنفسهم. بعدها سيطلبون المزيد من التحديات وستزداد قدراتهم على حل المسائل. ولكن ينبغي أن يكون المعلم حكيماً في اختياره للمسألة، إذ يجب أن تكون في مستوى قدرات التلاميذ وعليه أن يكون فناناً في توجيه إرشاداته المتعلقة بالزمن وبتفاعل التلاميذ مع المسألة وسلوكهم، لا يسابق التلاميذ الى اكتشاف النظرية أو الحل، معززاً لنتائجهم الصحيحة الأولية، مصلحاً للأخطاء التي يقع فيها بعضهم ومحفزاً إيّاهم على التصحيح.
إن رغبة التلاميذ في الاكتشاف تؤدي الى قبولهم تعلم المهارات الحسابية والجبرية والتي هي بمثابة الوسيلة لأجل الوصول الى الهدف المنشود، ألا وهو الاكتشاف. كما أن معرفتهم بوجوب شكهم بجواز صدق الاكتشاف عموماً وجواز خطئه خصوصاً، يدفعهم الى تعلم الطرق التحليلية وتعلم طرق البرهان.
إن ما يؤخذ سلباً على تدريس الرياضيات في الجامعات هو انعدام طريقة الاكتشاف في التدريس. يشعر الطلاب في غالبيتهم بالضياع، وينتقدون التعليم بقولهم:"كل الرياضيات هي مجرد تعاريف، نظريات وبراهين، وكل ما علينا عمله هو حفظ المادة غيباً". يعود سبب ذلك لضخامة المادة المقرر تدريسها وضيق الوقت بالنسبة لها وكثرة الطلاب في المحاضرات. لكن الأمر مختلف في المدارس الابتدائية والإعدادية، فلا وجود لمشكلة ضيق الوقت بالنسبة للمواد وأما مشكلة كثرة الطلاب فمن الممكن التغلب عليها عن طريق تقسيم التلاميذ الى مجموعات عمل صغيرة. كذلك فإن المحاضر في الجامعة يفترض أن طلابه يرغبون تعلم الرياضيات وأن لديهم الخيال الواسع لتوقع النظريات والقدرة على التفكير المجرد.
إن هذه الأمور لا تتوفر في التلميذ الصغير وعلى المعلم أن يعمل على بنائها فيه. إحدى الوسائل المركزية هي تدريس موضوع الرياضيات حسب طريقة الاكتشاف.
أما في كليات إعداد المعلمين والتي تخرج المعلمين لتعليم تلاميذ المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فمن الواجب بناء المسافات بشكل يسمح بتدريس بعض المواد بواسطة طريقة الاكتشاف، حتى يتوجه تفكير معلم المستقبل الى العمل على تنفيذ هذه الطريقة مع طلابه