بسم الله الرحمن الرحيم
يعرف التعليم المغربي أزمة خانقة منذ عدة عقود، حيث فشلت كل المحاولات
الإصلاحية في إخراجه من النفق المسدود الذي و صل إليه بسبب السياسات
التعليمية المرتجلة و المتعاقبة… إزاء هذه الوضعية الشاذة يبقى التلميذ هو
الضحية الأولى و الأخيرة لكونه لم يعد يرى في التعليم سوى فضاء لتفريغ
الآلاف من المعطلين، مما يدفعه إلى التساؤل بإصرار عن مصيره في التعليم و
آفاق التعليم.
إن التشخيص الدقيق لوضعية التعليم في المغرب، يتطلب الوقوف على مختلف
مكونات هذا النظام: ( وضعية المؤسسات التعليمية، المنهج التعليمي، وضعية
الموارد المالية و البشرية و طرق استغلالها و تدبيرها). إذ أن الوضعية
التعليمية في المغرب مرتبطة بالخيارات السياسية و الاقتصادية، التي طبقتها
الحكومات المتعاقبة منذ أكثر من3 عقود. فالتعليم جزء من البنية المجتمعية
العامة يؤثر في الواقع و يتأثر به، و السياسة التعليمية ماهي إلا انعكاس
لسياسة الدولة المطبقة في مختلف القطاعات الأخرى. و قد استهدفت السياسات
التعليمية المتبقية في بلادنا منذ الاستقلال، تعزيز السلطة السياسية عن
طريق سلطة المعرفة، مما تسبب في إهمال النظام التعليمي و بروز الكثير من
الاختلالات البنيوية.
[b]