من أجل تعليم أفضل ..!
وبلا أدنى مبالغة ، حققنا نقلة نوعية في التعليم لكن من حيث الكمية لا الكيفية !. نعم ، هاقد تراجعت معدلات الأمية في مجتمعنا الى الحد الأدنى متغلبين بذلك على دول ومجتمعات سبقتنا في هذا المضمار – مضمار التعليم – بعشرات السنين ! ، وهذا بحق مصدر فخار لهذا الكيان العظيم د.ابراهيم عبدالرحمن الملحم. الآن وبعد تخطي مرحلة الكمية ، وجب علينا حقيقة امعان النظر في السياسة التعليمية من أجل اعادة صياغة لها تتواكب مع متطلبات المرحلة اللاحقة – المرحلة الكيفية - . هناك ركائز لابد منها لتحقيق تقدم في هذا الاتجاه ، دعك من التفاصيل فأهل الاختصاص من قادة التطوير التعليمي هم من يصوغها ، وتلك الركائز هي :
1- غرس قيمة القراءة الحرة في نفوس الناشئة ، من خلال اعادة الاعتبار لمكتبة المدرسة كرافد أساس في هذا الاتجاه ، وايجاد آلية لتحفيز الطلاب على استغلالها الاستغلال الأمثل كأن يخول مثلا أمينها – أمين المكتبة والمفترض فيه أن يكون أعلى الأساتذة علما وفكرا ! – بأن يعقد حلقة مناقشة مع أي طالب قد أتم قراءة كتاب أي كان ، ويقوم بتقييم مدى استفادة الطالب ، فمن حاز قصب السبق في هذا المجال على أقرانه يتم مكافأته ماديا ومعنويا .
.2- ذلك الانتشار الشامل لمدارس التعليم العام والذي كان سببا في تراجع الأمية الى أدنى معدلاتها ، وجب الآن من وجهة نظري اعادة النظر فيه !! ، فالعلم يؤتى ولا يأتي ، وكل شيء يقدم على طبق من ذهب جدير به أن يزدرى ! ، وهذا ماهو حاصل عندنا ولا مجال بحال للتغاضي عنه فضلا عن انكاره ! . نعم ، اقامة مدرسة مع ماتتطلبه من كوادر بشرية « معلمين واداريين « في هجر لايوجد بها إلا طلبة للعلم
قليلون أمر يفترض ايقافه ، فمن أراد العلم فإنه لاريب واجد طريقة للوصول الى أماكنه خصوصا وأن كثيرا من الهجر قريب منها مناطق حضرية تحوي كل المنشآت التعليمية ولجميع المراحل . هذه الخطوة أقولها بصراحة لو تمت ستعيد للعلم شيئا من قيمته المهدرة !.
3- تدريس العلوم التطبيقية جدير به أن يطور من خلال ادماج الدرس النظري مع متعلقه العملي ، وهذا لايتأتى إلا بتوفير مختبرات مؤهلة تأهيلا أدواتيا ومؤهلة تأهيلا كادريا ، بمعنى أن يكون – وهذا أراه طلبا ملحا – المعلم في العلوم التطبيقية متخصصا على أعلى المستويات ، خصوصا وأن قصب السبق للدول المتقدمة كان نتاج تبحرهم في تلك العلوم ، وايجاد قاعدة لنا قوية من طلاب تعليم عام يكون رافدا للتخصص المستقبلي في تلك الفنون .
4- تحفيز الطلاب من قبل معلميهم على نقد مايسمعون أو يقرؤون وعدم التسليم المطلق إلا حين الاقتناع التام ، فهذا مدعاة الى ايجاد أجيال متفتحة لاتقبل الانسياق إلا مع الصحيح والسليم من الأقوال ، مع غرس قيمة الأدب في الحوار العلمي وأن يكون الوصول الى الحقيقة هو المطلب .
5- يجب اعادة النظر بجد في مسألة التهاون في اعطاء الدرجات التي لاتتوافق مع المستوى الحقيقي للطالب ، كل ذلك من أجل فقط أن يحوز أكبر عدد من أي مدرسة على الدرجات العليا « 100% « !! ، تفاخرا كاذبا ، نعم ، لايعقل أبدا أن يكون عدد من الطلاب غير قليل ! حاذقين في شتى المعارف والفنون سواء بسواء ، هو أمر أراه على كل حال مضحكا ، نعم ، أن يشذ شاذ من المليون فقد يكون ذلك مقبولا ، لكن بالأعداد التي نراها ونسمع عنها كل سنة أمر لايستسيغه عقل ولا يقبله منطق . هناك بالتأكيد أمور أخر ، لكن ماذكر فيه خير كثير لو تم البدء في تطبيقه ، أعان الله الجميع على العمل من أجل هذا الكيان الشامخ ليبقى كذلك أبد الدهر انشاء الله وليتسنم موقعه اللائق.