ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن عدداً من خبراء الكمبيوتر يناقشون في الوقت الحالي ما إذا كان على الإنسان أن يضع حدا للبحوث التي قد تسبب فقدان البشرية سيطرتها على الأنظمة المبنية على تقنيات الكمبيوتر التي تضطلع اليوم بحصة متزايدة من عبء العمل البشري بدءاً بشن الحروب وانتهاء بالدردشة مع الزبائن عبر الهاتف.
ويستطيع الإنسان الآلي اليوم أن يفتح الأبواب ويبحث عن مقبس الكهرباء لإعادة شحن نفسه بنفسه، وتصول فيروسات الكمبيوترات وتجول دون أن تكون هناك وسيلة لوقفها كما تقترب الطائرات بدون طيار من تنفيذ مهام القتل تلقائيا، فهل تنفلت الأمور في النهاية من يد الإنسان وما خطر ذلك؟
وأضافت الصحيفة أن مثار قلق العلماء هو أن مزيدا من التقدم في هذا المجال قد يتمخض عنه تمزق عميق للمجتمع الإنساني، بل ربما تكون له عواقب وخيمة وخطيرة.
وتتنوع الأمثلة التي يوردها العلماء في هذا الصدد، فيتحدثون عن البرامج الطبية التي تحاور المرضى وتحاكي التعاطف معهم وفيروسات الكمبيوتر التي تتحدى وسائل الإبادة.
وإذا كان العلماء مجمعين حتى الآن على أن التكنولوجيات الحديثة لا تزال بعيدة جداً عن الانفلات من القبضة البشرية، فإن لقلقهم ما يبرره، إذ أن التقدم التكنولوجي بدأ يغير طبيعة القوة العاملة عبر تدمير وظائف على نطاق يزداد اتساعا كمشروع تطوير السيارات التي تقود نفسها بنفسها وروبوتات الخدمات التي تساعد في القيام ببعض الوظائف وكذلك في الأعمال المنزلية.
فالتقدم التكنولوجي جعل البشر يتعلمون العيش مع آلات تحاكي شيئاً فشيئاً السلوك البشري، وهناك مخاوف جدية من شبح تمكن المجرمين من استغلال برامج الذكاء الاصطناعي التي يجري تطويرها.
وورد في عدد من قصص الخيال العلمي حديث عن الآلات الذكية، حيث تنبأ آي جي غود وهو أحد الكتاب الأميركيين وأحد علماء الرياضيات في العام 1965 بأن تتمكن الآلات الذكية من اختراع آلات أذكى منها.
وذكر عالم الكمبيوتر فرنور فينج أن ابتكار الإنسان لآلة أذكى ربما يعجل بنهاية العهد البشري.
ورغم هذا القلق، قال الدكتور أريك هورفيتس الباحث في مؤسسة مايكروسوفت إنه متفائل بأن تستفيد البشرية من بحوث الذكاء الاصطناعي المستمرة حالياً، بل يرى أن هذه البحوث ربما تساعد في التعويض عن الإخفاقات البشرية.